كلات الجزاء؟
رؤية محمد سعد بخيت
مـــن بــدايــة الدوري السعــودي لهذا الموسم عادت الثقة الكبيرة للحكم المحلي، ولم نشاهد في البداية حضور الحـــكم الأجنـبي، ولعل مباراة الهلال والنصر مثلت الشيء الكبير لتلك الثقة عندما تواجد الحكم الدولي صالات سعد الكثيري، وكانت المنعطف الخطير بعد اللقاء، واهتزت ثقة الجماهير بعد المباراة بمستوى الحكم المحلي، خاصة بعد الاعتذار من الحكم بعد أن احتسب ركلة جزاء لصالح الفريق النصراوي، وأدلى بتصريح شهير بعد اللقاء بالاعتذار للفريق الهلالي كأول حادثة لحكم وعكس كل الثقة بالحكم،
وقاد نفس الحكم مباراة الأهلي والشباب بعد أسبوع من اللقاء السابق، وتخلل اللقاء أيضا 4 ركلات جزاء لم تحتسب من الحكم، مما جعل الإدارة الأهلاوية تطالب بعدم الاعتذار من الحكم لتوقعها اعتذاره، لم يكن الكثيري الحكم الوحيد في الدوري الذي يتجاهل احتساب ركلات الجزاء، بل امتدت الظاهرة لغالبية الحكام، فلا تكاد تخلو مباراة في هذا الموسم إلا بتواجد ركلة جزاء لم تحتسب أو احتسبت ركلة جزاء غير صحيحة، مما أدى إلى مطالبة الغالبية بالاستعانة بالحكم الأجنبي، ومن هذا المنطلق نجد أن أسباب إعادة الحكم الأجنبي للملاعب السعودية هي ظاهرة ركلات الجزاء، ورحلة عدم احتسابها بدأت تظهر بشكل ملفت للنظر في الدوري السعودي في كل مباراة تقام وكأنها التوم المخلص والوفي للحكم السعودي، خاصة في الجيل القادم للتحكيم بعد أن شاهدنا كثيرا من الأجيال السابقة في عصر التحكيم الذهبي يحتسب أكثر من ركلة في مباراة، فنجد أن الحكم السابق عبدالرحمن الزيد احتسب في إحدى المباريات التي قادها وهي الشباب والأهلي أربع ركلات جزاء، ونفس الحال الحكم الدولي السابق معجب الدوسري والفودة وعمر المهنا والشريف والحمدان وكثير من الجيل السابق. والسؤال الذي يطرح نفسه: هل شجاعة الحكم سابقا أكثر من الحكم الحالي الذي تضررت عدة فرق منه باحتساب ركلات جزاء عليها غير صحيحة، والعكس حيث لم تحتسب لها ركلات صحيحة، وقد احتسب من الأسبوع الأول للدوري السعودي وكأس ولي العهد حتى المرحلة الـ19من الدوري ما يقارب 55 ركلة جزاء بين صحيحة وغيرها، ولم تحتسب ما يقارب 13ركلة جزاء صحيحة، وهو الشيء الذي يتفق عليه غالبية المحللين والخبراء على حكام الملاعب، ولعلنا نطرح سؤالنا: ما هي أسباب ظاهرة عدم احتساب ركلات الجزاء الصحيحة من بعض الحكام؟
ولقد طرحنا انتشار هذه الظاهرة على أكثر من خبير ومحلل، حيث بين الحكم السابق والمراقب الفني رئيس لجنة الحكام الفرعية بالدمام وهو المراقب الذي حاز على أكثر الأصوات بين المراقبين في آخر استفتاء للحكام في آخر دورة عقدت للحكام في الرياض والمحلل التحكيمي عمر المهنا، أن عدة أسباب وراء عدم احتساب ركلات الجزاء من الحكام.. أبرزها:
ـ فقدان عنصر الشجاعة والجرأة، التقدير الخاطئ من بعض الحكام، وعدم التمركز والبعد عن مكان الخطأ الذي يؤثر على قناعة الحكم، ونقص العامل اللياقي لدى الحكم مما يفقده التركيز المناسب. فيما يرى الخبير التحكيمي والمراقب الفني والمحلل الرياضي محمد فودة أن ظاهرة عدم احتساب ركلات الجزاء يجب معالجتها بأسرع وقت ممكن مع الحكام والوقوف بحزم للحكم المخطئ، مشيراً بأن التردد في احتساب الخطأ داخل منطقة الجزاء من أولويات عدم احتساب الأخطاء، وكذلك بعض المواقف السيئة للحكم التي لا تساعده على تقدير الركلة أو الخطأ، مؤكدا أن العنصر المفقود من بعض الحكام يتمثل في الشجاعة، وتمنى فودة أن تعمل اللجنة الرئيسية بالتعاون مع لجنة المراقبين على الاهتمام بهذه الظاهرة.
من جهته، أرجع المراقب الفني ورئيس لجنة الحكام في المدينة المنورة حسين المغامسي تفشي الظاهرة لعدة أمور.. منها:
ـ أغلب الحكام يفتقد الشجاعة في اتخاذ القرار وخاصة داخل منطقة 18 ياردة، وأقرب مثال أن الحكم يحتسب نفس الخطأ إذا تواجد في منتصف ميدان اللعب، مشيراً بأن بعض الحكام يفتقد التفسير الصحيح لتطبيق قاعدة الخطأ وسوء السلوك. وأضاف: غالبية الحكام لايسغلون بالشكل المناسب ميزة تمتعهم باللياقة البدنية لأخذ زوايا اللعب.
واعتبر نائب رئيس لجنة الحكام الفرعية بمنطقة الرياض الحكم الدولي السابق والمراقب الفني معجب الدوسري أن الموضوع ليس بالهين لأهمية تلك الركلة أو الخطأ داخل منطقة الجزاء، والتي من الممكن أن تغير نتيجة مباراة، وقال إن أهم العناصر لاحتساب مثل تلك الأخطاء هي:
ـ الشجاعة، مؤكدا أن الشجاعة هي أهم العناصر التي تفتقد في الحكم، بالإضافة إلى زاوية اللعب لدى الحكم، وعدم اتخاذ المكان المناسب للحكم بعيداً عن مناطق تجمع اللاعبين، مشيراً بأن الضغوط الجماهيرية والإعلامية والإدارية تؤثر كثيرا على أداء الحكم، فلو كانت المباراة بدون ضغوط لاحتسب الحكم أكثر من ركلة جزاء في المباراة.
وأكد نائب رئيس لجنة الحكام الفرعية بالمدينة المنورة محمد المرواني أن هناك عدة عوامل، من بينها التركيز في منطقة الجزاء من الحكام، مشدداً أن أغلب الحكام يفتقد الشجاعة في اتخاذ القرار الصعب. وأضاف: عدم محاسبة الحكام من اللجنة الرئيسية أدى إلى عدم الاهتمام من الحكام، مطالبا أن يكون عقاب الحكم ليس بتحويله لتحكيم مباريات الدرجة الأولى بل للشباب والناشئين، ليعرف مدى قوة الخطأ وتأثيره، مشيراً بأن العقاب يجب أن يشمل جميع الحكام بالتساوي وبعد المباراة مباشرة لعدم اتخاذ القرار الصعب، وهذا لا يغتفر من الحكم لأن الخطأ أدى إلى تغيير نتيجة المباراة أومباريات، ويكون الحكم الشهير كولينا أكبر مثال لاتخاذه القرار الصعب بكل شجاعة في منطقة 18ياردة (منطقة الجزاء).
فيما يرى رئيس لجنة الحكام الفرعية بنجران عويضة منصور أن عدم توفر الشجاعة في بعض الحكام في بعض الأحيان، من أهم عناصر تلك المشكلة، مشيراً بأن التمركز غير الصحيح أثناء سير اللعب لاختيار الموقع الصحيح أحد تلك الأسباب، وحجب اللاعبين لزاوية الرؤيا للحكم أثناء المباراة داخل منطقة الجزاء.
بالإضافة لقلة التركيز الذهني والسرحان لبعض الحكام لكثرة الضغوط واعتراض اللاعبين.
وأضاف: عدم استخدام السرعات القصيرة أثناء الهجمات المرتدة أثناء الهجمات المرتدة السريعة يؤثر على أداء الحكم في عدم احتساب ركلة الجزاء.